تعرف على مدينة الأسوار حريملاء


 


 

 

حريملاء مدينة الأسوار

تقع حريملاء الى الشمال الغربي من العاصمة الرياض على بعد 80كيلومتراً تقريباً على ضفتي وادي ابو قتادة المعروف بوادي الشعيب وقران سابقاً. وهي حاضرة اقليم الشعيب ومقر الدوائر الحكومية ويتبعها عدد من المراكز هي "القرينة وملهم ودقله وحليفه وصلبوخ وغيانه والبره والعويند". وتشمل هذه المراكز جميع الخدمات المتوفرة في المحافظة

سبب التسمية:

يذكر عدد من المؤرخين في مقدمتهم العلامة حمد الجاسر ان حريملاء هي تصغير لحرملاء اسم مورد في الجاهلية ويقال ان السبب هو كثرة شجر الحرمل في الموقع وقد يكون السبب الثاني أقرب الى الواقع من سابقة.

حريملاء قديماً:

كانت حريملاء في الجاهلية فسطاطاً لخيول زعيم اليمامة هوذه بن علي أول من لبس التاج وخوطب بأبيت اللعن وكتب له الرسول صلى الله عليه وسلم يدعوه الى الإسلام ولكنه اشترط بعض الأمور فلما بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم قال لو سألني سبابه من الأرض ما فعلت وباء ما في يديه فلم يلبث هوذه الامده حتى مات. وكان هذا الوادي سكناً لأبي قتاده الحنفي لذا سمي هذا الوادي باسمه.

اما في منتصف القرن التاسع الهجري فإن حريملاء كانت روضة ترعى فيها حيوانات أمير ملهم المعروف بابن عطاء ولا تزال الرجوم المنتصبة على الجبال من حريملاء حتى ملهم ومنها رجم العطيان الموجود فوق ضلع المرقب شاهداً على ذلك حيث كانت تستخدم لنقل اخبار الغزاة بالإشارات او بإيقاد النيران ليلاً لنقل اخبار الغزاة.

أول من عمر حريملاء:

يقول الأستاذ صالح بن ناصر الطعيس-رحمه الله- في كتابه مدينة حريملاء ان هناك رواية تاريخية تذكر ان اول من عمر حريملاء هو شخص يقال له يوسف أبو ريشه قدم من بلاد الشام وبدأ في حفر الآبار وإقامة الأسوار حتى بدأت في الازدهار ولكن ولسبب ما استدعاه والده مرة اخرى الى الشام وبقي سور ابو ريشه وأطلاله شاهداً على صدق هذه الرواية وكذلك بعض آباره المعروفة حتى وقتنا الحاضر وقد قام المؤلف بتحقيق هذه الرواية وقد اتضح له تواتر الأخبار عن صدقها.



حريملاء ومجدد الدعوة السلفية:

احتضنت حريملاء الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في بداية دعوته حيث انتقل الى حريملاء وسكن داره المعروفة التي بنيت عام هـ وكان مسكناً لوالده وقد اقام بها عدة سنين ألف بها عدداً من المؤلفات وهي كتاب التوحيد وكتاب كشف الشبهات وألف عدداً من الرسائل كما اقام الدروس بمسجده المعروف وهو مسجد قراشة الذي بقي حتى وقتنا الحاضر وإن كانت السيول الجارفة التي تعرضت لها المدينة عام 1418هـ هدمت كثيراً من اجزائه.

آثار المحافظة:

لاتزال اطلال الأسوار المحيطة بحريملاء شاهداً على ما كانت تتمتع به من حماية حتى كانت تسمى مدينة الأسوار فقد كان يحيط بها عدد من الأسوار هي سور بن قاسم وسور أبو ريشه وسور الجماعة وسور العقدة بقي بها بعض الأبراج والأطلال كما ينتصب رجم العطيان على ضلع المرقب شرقي حريملاء وكذلك آبار ابو ريشه ومسجد قراشة الأثري الذي كان يطلق عليه المسجد الجامعة في اوج نهضه حريملاء العلمية عندما كان يتلقى العلم به اعداد كبيرة من شتى ارجاء الجزيرة العربية ونتمنى من ادارة الآثار ان تعتني بهذا الموقع، كما ان وزارة الشؤون البلدية والقروية بدأت سابقا في تخطيط المنطقة لإدخال مسجده وموقع بيته ومسجد الجامع الحالي لإقامة مركز الشيخ محمد بن عبدالوهاب الثقافي وتم الرفع المساحي ووضع اللوحات على الموقع ولازال الأهالي ينتظرون.

ولابد من اشارة خفيفة حول وجود اثار قديمة وهي الكتابات الثمودية التي عثر عليها في وادي الميليه بالقرينة والقبور القديمة الموجهة لغير القبلة في مقبرة لبب المعروفة ولابد من ترابط بين الموضوعين فعسى ان نجد من يبدأ في دراسة الموقعين عسى ان يجد ما يربط بينهما ويوضح تاريخ المنطقة.


يوحي خط الافق بالنسبة للمقبل على مدينة حريملاء انها كانت قلعة أمامية يتحطم على أسوارها المنيعة هجمات اعدائها وما تزال هذه القلاع - أي الابراج - وبقايا الأسوار تسطر کتاب تاريخها من الطين واللبن حتى الوقت الحاضر.

أسوار مدينة حريملاء، وهي مرتبة زمن بنائها على النحو الآتي:

1- حامي أبو ريشة (اللون الأزرق) .
2- سور الحسيان.
3- سور العقدة (اللون الأخضر).
4- سور البلد أوالجماعة ( اللون الأصفر).
5- سور ابن قاسم (اللون الأحمر)


1- حامي أبي ريشة:

عندما عثر یوسف ابو ريشة على الصفات التي حددها والده ماثلة في موضع حريملاء أستقر بها، واستهل اعماله ببناء المساكن، واتبع ذلك ببناء سور ليحكم النطاق حول المكان الذي قطنه، تسهیلا لحمايته من غارات الأعداء وكان ذلك على أرجح الروايات في نهاية القرن التاسع الهجري، فاحتضن هذا السور المنطقة المأهولة فضلا عن رقعة فسيحة تصلح للسکنی، والاستثمار الزراعي، ويعتبر حامي أبي ريشية أقدم أسوار حريملاء، وأضخمها، أذ يتكون من ثلاثة أسوار متلاصقة ویستوحى من أجزائه المتبقية أن عرضه عند القاعدة يبلغ ثلاثة أمتار يتضاءل بالارتفاع حتى لا يزيد عن نصف متر عند قمته، ويمتد بطول (۳۳۰۰) متر محيطا بمعظم أجزاء مدينة حريملاء الحالية، ، ويقدر ارتفاعه بستة أمتار وتتخلله عدد من الابراج (مربعات) الدائرة الشكل التي يتضاءل أتساعها بالارتفاع، فحيث يقارب عند القاعدة خمسة أمتار لا يزید على مترين عند قمتها التي يبلغ ارتفاعها سبعة أمتار وتنحصر بوابات هذا السور عند مجاري فروع الأودية مثل باب البريج والمواد الداخلة في بناء هذا السور في الطين (العروق)، يضاف اليه عند مجاري فروع الأودية (الوضائم) الحجر بارتفاع متباين قد يصل الى مترين وقد بنيت هذه الأماكن بشكل يسمح للمياه بالانسياب عبره، ويصعب على الانسان والحيوانات الكبيرة الدخول منه، وتعرف هذه المناطق ب (العراص مفردها عرصة) أي الجسر الحجري، ابتداء من عراص الوضيمة الجنوبية المتفرعة من وادي الشريج الأيمن ، ونلاحظ عليها اثارا بسيطة للسور وإذا ما اتخذنا مربعة رزين الواقعة على بعد بضعة أمتار شرق الطريق المعبد وشمال غربي حي الصبيخة- نقطة انطلاق المتابعة اطلال حامي أبي ريشة نجدها ما تزال مقاومة لعوادي الزمن رغم شدة عوامل التعرية التي أصابتها ، وبعيدها ينحني الى الجنوب متخذا شکل قوس يتوسطه برج يعرف ب (مربعة الماجدي)،وقد أتت عليها تماما توسعة الطريق المجاور لها . كما أزيل البرج الثالث المعروف ب (مربعة الهميلية)، لنفس السبب المذكور آنفا، وقد كان لهذا البرج أهمية عظمى، أذ كان قلعة منيعة تشرف على البوابة الشرقية، والمعروفة بباب الجزيع الذي دارت بقربه عدد من المعارك الحاسمة في تاريخ حريملاء ثم يستمر السور في أتجاهه جنوبا حيث مربعة الديلاء، ومربعة مغيصة، وقد هدمت عوامل التعرية أجزاء كبيرة من هاتين المربعتين، ثم يتابع السور امتداده جنوبا حتى نهاية بستان أم الحمام حيث نعثر على أطلال مربعة مندثرة، وأجزاء من السور بطول عشرين مترا تعرف ب (الشذارم). ثم ينصرف السور نحو الغرب بزاوية تقرب من القائمة حيث تختفي أثاره في هذه الاجزاء حتى يدنو من الضفة الشمالية لوضيمة أم عایر- فتظهر اطلاله بارتفاع مترو نصف، وقد هدم معظمه على أيدي المزارعين، رغبة في توسیع ومزارعهم ويتابع السور امتداده على الضفة الشمالية لوضيعة العزازي، حيث يصل ارتفاع أطلاله الى ستة أمتار، وقبيل انحرافه نجد بئرا حفرها أبو ريشة ما تزال يطلق عليها ( قليب أبو ريشة )، وبعيد اتجاه السور نحو غرب الشمال الغربي يجتاز الوضيمة الجنوبية فوق جسر حجري يعرف بالعراص وبعيدها بعشرين مترا تواجهنا مربعة أم اللبن التي تتحكم في هذه العراص ، ثم ينحرف السور نحو الشمال الغربي حتى يصل إلى الوضيمة الوسطى ، حيث نجد أطلال مربعة كانت تشرف على عراص هذه الوضيمة تعرف ب ( أم رميلة) ورغم تعرض السور فيما بين هاتين الوضيمتين الى عوامل التعرية الطبيعية والتدمير البشري - الا أنه ظل مقاوما لها حتى الوقت الحاضر

ثم يمتد السور شمالا حتى يدنو من مزرعة العضيبة ويلاحظ أن أجزاء طويلة ما تزال باقية في هذا الاتجاه رغم تضاؤل ارتفاعها الذي لا يزيد على مترين، وأهم معالمه في هذه الناحية على التوالي مربعة الداود، وبقربها إحدى القلبان التي حفرها أبو ريشية والمعروفة باسمه، وکان السور يجتاز الوضيمة الشمالية من فوق عراصها وقبيلها كانت توجد البوابة الغربية، والمسماة بباب البرج، وقد أزيلت العراص الشمالية واندثرت البوابة تماما. وبالقرب من موضع العراص توجد مربعتي الصقراوي الجنوبية والشمالية. ثم ينحرف السور عند مزرعة العضيبية نحو الشمال الشرقي ثم يتجه نحو الشرق ممتدا على الضفة الشمالية لوضيمتها المتفرعة من وادي الشعبة حتى يصل الى مربعة القعيدي التي أوشكت على الاندثار، وتقتصر بقایا السور في هذه الناحية على أطلال قليلة الارتفاع، ضامرة السمك، تحکی ما ناله من نحت عوامل التعرية الطبيعية والتدمير البشري، وكانت هذه الأطلال تربط ما بين مربعتي القعيدي ورزین التي انطلقنا منها لمتابعة آثار هذا السور ۔ الا أن الطريق المعبد أخترقها وهو في اتجاهه الى داخل البلد هذا ما استطعت استيحاءه من آثار سور أبي ريشة رغم

أنني أرجع أمرين:

أحدهما - أن أبراجه لا تقتصر على ما ذكرت سابقا، أي ثلاثة عشر برجا، لوجود أماكن استراتيجية، لم أعثر على أبراج فيها، مثل الناحية الشمالية الغربية - خاصة أذا ما علمنا أن المقصود من بنائها المراقبة، وتحصن المدافعين فيها

ثانيهما – أن عدد بوابات هذا السور تزيد عما تمكنت من تحديد مواقعها، أذ ربما توجد بوابة ثالثة غربي أم الحمام ورابعة غربي برح القعيدي.


2- سور الحسيان :

شید هذا السور في النصف الثاني من القرن الحادي عشر الهجري، لتسهيل مهمة الدفاع عن قاطني حريملاء بعد أن تكاثرت عليهم الغارات من البدو وسكان القرى المجاورة لها ، وقد أحتضن عموم • سكان حريملاء حتى تفشی بينهم الخلاف وأنقسموا الى فئتين متناحرتين ، مما أضطر أحداها الى الانتقال خارجة، وبناء سور تحصنت داخله وقد ظل سور الحسيان مقاوما لعوادي الزمن حتى هدمه حمد المبارك رئیس حريملاء في أوائل النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري ، وقسر قاطنيه من آل راشد ومؤيديهم على الانتقال داخل سور الجماعة وباستقراء أطلال هذا السور يتضح أنه كان يمتد بارتفاع نحو ستة أمتار، وعرض يتفاوت ما بين مترين عند القاعدة الى نصف متر في أعلاه، وتتخلله سبع مربعات هي : الشرقية والتيسية ، والحسي ، والمطيمن ، والدار ، والوضيمة، والمقيبرة.








3- سور العقدة:

كان سكان حريملاء منقسمين الى فئتين متناحرتين حتی أواخر القرن الثالث عشر الهجري، وقد أحاطت كل فئة مساكنها بسور من الطين واللبن تسهیلا لردع هجمات الفئة الأخرى، فبنى سكان الأحياء الغربية سور العقدة في مطلع القرن الثاني عشر الهجري، الذي كان يحتضن ما يعرف الان بحیی العقدة والبراحة بطول (440) مترا ويبلغ ارتفاعه تسعة أمتار، وعرضه مترین عند القاعدة، يتناقص بالارتفاع حتى لا يزيد عند القمة عن نصف متر. وتتخلله خمسة أبراج دائرية الشكل یزید ارتفاعها عن السور نحو متر واحد، وقد اندثرت جميعها عدا مربعة الرشيد - التي ظلت مقاومة لعوادي الزمن حتی الوقت الحاضر. وتقتصر مداخل هذا السور على بوابة واحدة تعرف ب (باب الحويش) الذي أدخل ضمن قيصرية المسجد الجامع أي المجبب المؤدي اليه، وقد دارت عنده بعض المعارك الفاصلة دون بعضها في مصادر تاریخ حريملاء.

الجدير بالذكر أن السكان هدموا أجزاء كبيرة من هذا السور للأسباب التالية:

1- تعطل هدف بنائه بعد توحید سائر أحياء البلدة في سور واحد في أوائل النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري.

2- فتح أزقة وشوارع تسمح بمرور السيارات الى داخله.

3- أمتداده وسط الارض التي اختيرت لإقامة المسجد الجامع عليها في عام 1315هـ.

4- تجدید بناء بعض البيوت الملاصقة له.



4 - سور البلد أو الجماعة :

بني حمد المبارك رئيس حريملاء سورا من الطين واللبن في أوائل النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري عرف ب (سور البلد أو الجماعة) بهدف جمع السكان داخل نطاقه تيسيرا لصد غارات الأعداء التي استفحلت في عهده، وكان يحتضن منطقة تركز البيوت، وبعض المزارع والحويطات التي تكفي لسد حاجة السكان من المنتجات الزراعية عندما يحكم المهاجمون الحصار عليهم ويمتد بطول

(1560) مترا، وارتفاع سبعة أمتار، وتتخلله إحدى وعشرين مربعة يزيد ارتفاعها عن السور بما لا يقل عن متر واحد.

وأذا قمنا بجولة سريعة لتتبع أبرز ملامح هذا السور، واتخذنا مربعة غصيبة نقطة انطلاقنا ۔ خاصة وأنها أول ما يواجه المقبل على حريملاء من الناحية الشمالية - نجدها ودروازتها قد هدمتها البلدية في عام ۱۳۸۷ هـ لتوسعة مدخل شارع غصيبة. ويوجد الى الشرق من هذه الدروازة بوابة ضيقة الاتساع، ومسقوفة بطول عشرة أمتار تدعى ب (مجبب بنت علي) وتشرف عليه من الناحية الشمالية الشرقية مربعة (البنية).

ثم ينحرف السور نحو الجنوب، حيث تطالعنا عدد من الأبراج هي على التوالي من الشمال الى الجنوب:

1- مربعة الطويلعة.

2- مربعة أبن فيصل.

3- مربعة أبن أحمد

4- مربعة أم عشيش

وقد هدمت الثلاث الأخيرة عندما فتح شارع الشريعة، ويتابع السور أمتداده جنوبا، فيجتاز الوضيمة الوسطى على عراصها الشرقية حتى يصل الى مربعة غثية التي تهدمت ولم يبق منها الا أطلالا دارسة. وأخيرا تعانقنا في هذا الاتجاه مربعة (أم تییس) حلقة الوصل بين جداري السور الشرقي والجنوبي، وهي أصلح الابراج من حيث أنتصابها وجودة بنائها ويقارب ارتفاعها سبعة عشر مترا، ثم يتجه السور نحو الغرب، حيث نجد موضع مربعة الحسيان التي تتحكم في الدروازة المعروفة بنفس الاسم، وقد امتدت اليها يد التدمير البشري في أوائل السبعينات فأصبحت أثرا بعد عين، ونشاهد بعدها مربعة (أم الذهب) فمربعة المقصورة، وأخيرا نصل الى مربعة الجريبعية التي ما تزال باقية حتى الان، وتمثل مربعة الجریبعية نقطة تغيير اتجاه السور، حيث يمتد نحو الشمال ویجتاز معبر العليا فوق عراص قراشة وبعدها تعانقنا دروازة المقيبرة، ومربعتها التي كانت منتصبة في هذا الموضع حتى هدمتها البلدية في مطلع عام۱۳۸۷ هـ ، ثم يواصل أمتداده شمالا حتى نعثر على أطلال مربعتي العليا الجنوبية والشمالية ، وبينهما تشمخ مربعة العليا الوسطى، وأذا ما تابعنا سيرنا شمالا نجد مربعة البريج المطلة على البوابة التي بجانبها والمعروفة ب (دروازة البريج) وقد السور على مراحل كان آخرها ما قامت به البلدية في عام ۱۳۹۱ هـ

ثم يستأنف السور امتداده نحو الشرق، حيث نجد مربعة الحنيني التي هدمت مع بقايا السور في هذه الناحية عام ۱۳۹۲ هـ، ثم مربعة (باب الغواص) التي هدمتها البلدية عام ۱۳۸۷هـ، وكانت تطل على دروازة الغواص، ويواصل السور أمتداده شرقا فنجد مربعة الغدير، ثم يمتد السور حتى يلتقي بمربعة غصيبة التي اتخذناها منطلقا لنا في متابعة سور الجماعة.

وأهم ما يلفت نظر المتتبع لهذا السور أن المنطقة السكنية ظلت منحصرة داخل نطاقه حتی عام ۱۳۸۸هـ حيث أتخذ النمو العمراني السريع شكل نتوءات شمالية وشرقية وغربية.

5 - سور ابن قاسم:

بنی هذا السور عندما كانت حريملاء خاضعة لحكم الامام سعود بن عبد العزيز بن محمد في الدرعية، اذ عین موسی بن قاسم أميرا عليها فيما بين عامي ۱۲۲۸و ۱۲۳۲هـ وأمره بتحصينها لتكون معقلا ثانيا بعد الدرعية يقاوم الحملة التركية بقيادة أبراهيم باشا، فبنی موسی بن قاسم سورا من الطين واللبن يحيط بالمنطقة المأهولة، بما في ذلك المزارع والبساتين، بطول 6550 مترا وأرتفاع ستة أمتار، وعرض يتفاوت ما بين متر واحد عند القاعدة الى عشرين سنتمترا عند القمة، ويتخلله (۲۰) برجا يزيد ارتفاعها عن السور بنحو متر.
وأذا أردنا متابعة آثار السور مبتدئين من أقصى شماله الشرقي عند برج سمحان، الواقع شمال الطريق المسفلت الذي يربط مدينة حريملاء بالعاصمة نجد أن هذا البرج والبرج الذي يقع جنوبه المعروف ب (برج الهواجر) - ما يزالان مقاومان لعوادي الزمن رغم ما اعتراهما من تهدم، بسبب عوامل التعرية الطبيعية والبشرية، وباستمرارنا في آثاره متجهين صوب الجنوب - يتضح لنا منها أنه كان يجتاز مجرى وادي الشعبة فوق جسر حجري يعرف ب (الدباب)، وفي جنوبه كان يوجد باب العفجة. ثم نجد أربعة أبراج متقاربة هي: جردان، والغيهب والصالح، والخيس المطل على الوضيمة المتفرعة من وادي أبي قتادة، وكان يجتازه فوق دباب عرف باسم الابرق. وأذا واصلنا مسيرنا جنوبا نصادف برج العدابة، حيث ينعطف السور نحو الجنوب الغربي مارا ببرج أبن هران وبرج القوعة وبرج عقفان، والاخير أكثرها محافظة على مظهره الخارجي.
بعید برج عقفان يتجه السور نحو الغرب حتى يصل الى برج العمر، ثم پیم نحو الشمال الغربي مارا ببرجي العقيلي الشرقي، والغربي، فمجتازا وادي أبو قتادة فوق دباب عرف باسمه حتى يصل الى مربعة فيد آل محمد، وبعيدها يخترق مزرعة الشدي مخلفا أطلالا ما تزال باقية رغم أن أرتفاعها لا يتجاوز مترین فقط، ويمر ب (مربعة مشرفة)، ثم يجتاز مجری فرق الشريج فوق دباب الفرق، ويمر ب (برجي صفية الجنوبي، والشمالي) ثم يتجه السور نحو شمال الشمال الغربي مجتازا مجرى الوضيمة الجنوبية، والوسطى فوق العراص مارا علیا زید ، ثم يجتاز الوضيمة الشمالية، ويتجه بعيدها نحو شمال الشمال الغربي حتى برج أم ذنيب، حيث يعدل اتجاهه الى شمال الشمال الشرقي حتى يصل الى برج الخیسات ، ثم ينحني نحو الشمال الشرقي مارا ببرج الخيس الذي هدم، لتوسعة الرقعة الزراعية، وبرج أبن حمید الذي هدم اثناء شق الطريق المعبد الذي يربط الرياض بحريملاء، ثم يتجه شرقا حتى يلتقي ببرج سمحان . 

_______________________________________

المصدر:

كتاب مدينة حريملاء. صالح الطعيس-رحمه الله- 

1979م

تعليقات