قصة المثل (خل حريملاء في كبد أهلها)








قصة هذا المثل المذكور أعلاه:
قال الراوي ان شابا مصريا اختار حريملاء لتكون سكنا له ووطنا ولا يدري الراوي هل كان هذا الشاب من مخلفات الجيش المصري عندما غزا نجداً أم أنه شاب سائح مغامر أعجب بأهل حريملاء وأرض حريملاء فاتخذها وطناً,, وكانت الحدود سابقا مفتوحة فلا وثائق ولا قيود على المسافرين والمقيمين وإنما هي على مبدأ المثل القائل (بلادك اللي ترزق فيها ماهيب اللي تخلق فيها)

والمهم ان هذا الشاب المصري سكن في بلدة حريملاء,, واشترى مزرعة فيها,, وصار ينميها ويغرس فيها مختلف الأشجار المتاحة له,, وكان والد هذا الشاب يعتبر من اثرياء مصر فكان ولده يكتب إليه في وصف هذه البلاد التي اختارها لتكون له مقرا، عن جبالها ووديانها,, عن شعابها واشجارها وعن مزرعته التي كان ينمّيها ويؤمل الخير منها وفيها,, ويطلب منه العون المالي الذي يساعده على التوسع في هذه المزرعة,.
إلا أن هذه المزرعة كانت تأخذ منه اكثر مما تعطيه,, فكان يستعين بوالده على الاستمرار في عمارتها فيجيبه والده ويرسل إليه الإعانة تلو الاعانة,, ولكن المزرعة استمرت تأخذ ولا تعطي,, وسئم والد هذا الشاب من كثرة طلباته ورأى من تجاربه العريقة في الحياة ان مشروع ولده فاشل لا محالة,, وان من الخير له ولولده,, أن يتوقف عن الانفاق على هذه المزرعة,, وان يبحث عن الرزق في سبيل آخر فأرسل له هذا المثل بأن يترك مشاكل هذه المزرعة وهمومها ومصاريفها التي لا تنتهي,, لأهلها,, فأهل حريملاء في نظر هذا الثري المصري هم الذين عليهم ان يتحملوا همومها ومتاعبها وخيراتها ومرابحها,,!!

وينهي الراوي روايته بأنه لا يدري ما هو مصير هذا الشاب بعد قطع الاعانة عنه: و هل استمر في كفاحه لعمارة هذه المزرعة التي اخذت منه الكثير ولم تعطه الا القليل,, ام انه ترك الفلاحة للفلاحين,, ونجا بنفسه عن المداينة والدائنين!! الذين سقطت مزرعته في ايديهم وفاءً لديونهم التي كانت تراكمت عليه والتي كان يؤمل ان يمده والده بما يسددها.

رواية: عبدالكريم الجهيمان

تعليقات