أهالي حريملاء يعينون أخوانهم أهل ملهم

صحيفة المدينة المنورة عام1380هـ الموافق 1960م

سكان قرية بلا مأوي

السيول تجاح المساكن، مساعدة المنكوبين

في شهر شعبان الماضي هطلت أمطار غزيرة على بلدة ملهم من مقاطعة الشعيب بنجد وكان يحصب المطر برد عظيم وقد تراكم حب البرد حتى سد افواه الميازيب وصارت الاصطحة (الاسطحة)............... فقد هاجم البلدة فلم أحس الناس بشدة الخطر غادروا بيوتهم فارين بأطفالهم وتحصنوا برؤس (برؤوس) الجبال... إلا أصوات تداعي سقوط البيوت والجدران وذلك أن السيول دخلت البلد من أعلاها وأصبحت الشوارع كأنها وديان والسماء نهطل من فوقهم وبقيت البلدة اطلالاً ..... إلا من عدة بيوت عد على رؤوس الأصابع وتقدر بيوت هذه البلدة بتسعمائة بيت ولما وقف السيل جاء أهل البلدة إلى مكان البلد فلم يعرف أحد داره من دار جاره لتساوي البيوت واختلاط بعضها ببعض ولما وصل الخبر إلى أهالي حريملاء أقرب بلد إليهم ذهب أهلها لجمع التبرعات لإنقاذ النفوس وقد تجلت في أهالي حريملاء الاريحية الطيبة فما مضى على بلوغهم الخبر إلا بضع ساعات إلا وقد جمعوا لأنقاذ أخوانهم ثلاثين حملاَ من الأرزاق وبعثوا بها إلى المنكوبين ولكا وصل الخبر إلى جلالة الملك وولي عهده ذهب لنجدة هؤلاء المساكين وتبرعا كما هي عادتهما بما يلزم لهؤلاء المنكوبين من طعام وكسوة وخيام وغير ذلك مما جعل أهل البلد يرفعون أيدهم صغاراً وكبيراً نساءً ورجالاً في الصحراء متضرعين إلى الله سبحانه أن يطيل عمر صاحب الجلالة الملك المعظم وولي عهد المحبوب وأن يقمهما ذخراً للأمة الإسلامية و على المحسنين أنشر هذا النبأ الخطر راجياً إعانة أخوانهم لاسترداد مساكنهم العامرة وتعويضهم في أموالهم الذاهبة.

محمد بن إبراهيم 

من أروع صور التلاحم وقت الاحتياج والكوارث 

أهالي حريملاء يعينون أخوانهم أهل  ملهم