السكان في حريملاء

















ظهرت حريملاء كمركز عمراني في أواخر القرن التاسع الهجري نتيجة لاستقرار ساد أنحاء المنطقة وبعد توحيد المملكة تأثر استقرار السكان ونموهم بسبب الأمن الذي ساد البلاد وانتشار الطرق والتغير العمراني وتوافر الخدمات الصحية والتعليمية للسكان كما انخفضت معدلات الوفيات وخاصة بين الأطفال فارتفعت معدلات الزيادة الطبيعية بين السكان في جميع انحاء البلاد.

وفي دراسة أجرتها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عن مدينة حريملاء تورد تقريراً لنمو سكان حريملاء في الثلث الأخير من القرن العشرين.

قدر عدد السكان في 1394-1395هـ /1975م في اول عملية إحصاء أجريت في المملكة العربية السعودية (5750) نسمة، وبعد ذلك بنحو خمس سنوات ارتفع عددهم إلى (6498) نسمة عام 1400هـ/1980م وكانت نسبة التغير خلال هذه الفترة (15%) أي بزيادة سنوية تبلغ 3% ويظهر الجدول تزايداً في سكان حريملاء بصورة مطردة آواخر السبعينات و آوائل الثمانيات بزيادة سنوية تراوحت ما بين  2.9%-3.12 %وهي معدلات مناسبة للظروف الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها أجزاء السعودية.

وبمقارنة تعداد عام 1974م (5490) نسمة بتقديرات عام 1973م ولذلك فإن توزيع السكان داخل المدينة يمكن أن يتسم بالعوامل الآتية:-

1-            قدم الاستقرار فيها والذي سبق قبل الإسلام، وحتى بعد ظهور الإسلام فقد ظلت المدينة مركز ثقل سكاني على الرغم من تزايد وتناقض حجمها حسب الظروف الأمنية وحجم الإنتاج الزراعي، وأهم مؤشر لذلك حلقات الأسوار التي تعطي مؤشراً واضحاً لمراحل نموها حسب فترات زمنية مختلفة.

2-   مساحة السوق القديم في وسط المدينة يوحي بحجم كبير للتبادل التجاري وتوافد السكان للمدينة ويعد هذا مؤشراً لزيادة السكان وحجم التركيز الموسمي.

3-            ارتباط التوزيع بنوع الحرف للسكان، إذ نجد أصحاب الحرف الصناعية واليدوية يتركزون في أجزاء معينة في وسط المدينة خاصة، بينما نجد الزراع أكثر ارتباطاً بالأرض ولذلك يتركزون حول مركز الحي القديم الرئيسي وقد استمرت هذه الظاهرة في الوقت الحاضر بعد الاستثمار المكثف في الزراعة وانتشار المزارع الحديثة في مساحات أخرى.

4-                 التطور الاقتصادي وأثره في تحسين المسكن وظهور الحي الجديد (( الحزم)) التي أصبحت متنفساً للتركيز السكاني في الحي القديم الشيء الذي أحدث تغيراً واضحاً في كل معدلات التوزيع القديمة.. ولصندوق التنمية العقاري دور كبير في ذلك وفي ظهور المساكن متعددة الطوابق لأول مرة في المدينة مما زاد في معدل التركيز الرأسي في المدينة الحديثة بديلاً للتركيز الأفقي الذي تميزت به الحي القديم ، ويتوسع الحي الجديد(( الحزم)) في أرض غير صالحة للزراعة، وبمعدل البناء الحالي من المتوقع انتقال معظم السكان من الحي القديم وبذلك سوف يكون التوزيع أميل للانتظام، خاصة إذا استمر نمط البناء بالصورة الحالية والاستمرار في الفلل من حيث كونها وحدات سكنية متشابهة في طراز العمارة وحجمه.

وقد توقعت هذه الدراسة أن يستمر جذب حريملاء للسكان نتيجة لتوافر الخدمات المتقدمة وفرص العمل التي يصعب أن تتوافر في المستوطنات، مثل المدارس، والمعهد العلمي والكليات، كذلك سوف يستمر معدل الانتقال من الحي القديم إلى الحي الجديد ((الحزم)) وسوف يصاحبه انتقال لمركز الثقل السكاني وارتفاع تدريجي في الكثافة وميل التوزيع نحو الانتظام بديلا للتوزيع العشوائي الذي ميز الحي القديم.

ومن المتوقع نقص في هجرة السكان من مدينة حريملاء إلى الرياض للعمل بالنظر لاستخدام السيارة في الانتقال والامتداد الأفقي للرياض مما يقلل زمن الانتقال اليومي وسوف تظهر نتائج ذلك في التعداد العام للسكان والمساكن الذي أجرى بالمملكة عام 1412هـ عندما تظهر نتائجه التفصيلية.

تقدير لنمو سكان حريملاء في الثلث الأخير من القرن العشرين سنة الأساس 1974م



السنة
عدد السكان
الزيادة العددية للفترة
%الزيادة للفترة
متوسط الزيادة السنوية
1974
5490



1975
5750
160
2.9
2.9
1980
6498
848
15
3
1985
7515
1017
15.6
3.13
1990
10009
1306
15
3
2000
11510
1500
15
3
2004
12.645



2010
15.324






(7108) نسمة نجد أن سكان حريملاء قد زاد بنحو 29.4 % خلال هذه الفترة أي بمعدل زيادة سنوية بلغ نحو 3.2 % يضاف إلى ذلك أن سكان حريملاء سوف يتضاعف خلال 25 سنة التالية لتعداد عام 1974م وترجع هذه الزيادة إلى نزوح سكان القرى المجاورة إلى المدينة حيث جذبتهم مظاهر الحياة الجديدة فيها (عمرانية واقتصادية وخدمية) كما ترجع هذه الزيادة أيضا إلى الأيدي العاملة الوافدة من خارج المملكة وتعود الأسباب المباشرة في فتح أبواب الهجرة إلى أجزاء السعودية إلى الاحتياجات الجديدة التي فرضها تحول البلاد من نمط الاقتصاد التقليدي الذي يقوم على الزراعة والرعي بصفة أساسية إلى الاقتصاد الحديث الذي يقوم على الثروة النفطية الكبيرة التي تدفقت من باطن الأرض في الإقليم الشرقي من السعودية.

وبدأت تظهر معالم الحياة الجديدة في معظم أجزاء السعودية مع بداية انتاج النفط والذي رافقه في الدخل القومي وبالتالي ارتفاع نصيب الفرد من هذا الدخل وقد ترتب على هذا التطور والتنمية السريعة التي أخذت تشهدها المملكة في كافة جوانب الحياة الاقتصادية والعمرانية الأمر الذي نجم عنه عدم الكفاية في الأيدي العاملة المحلية للقيام بالأعمال الفنية وغير الفنية الأمر الذي جعل البلاد تقبل أعداداً كبيرة من الوافدين لسد هذا النقص حيث إن كثرة الوظائف والأعمال الشاغرة كانت بمثابة عامل جذب لهؤلاء الوافدين.

وقد نالت حريملاء حظها من البناء والتعمير وكانت منطقة جذب واستقرار ويمكن القول إن توزيع السكان داخل حريملاء يرتبط أساساً بالخصائص الطبيعية لموقع المدينة وتطورها كما ذكر سابقاً بجانب المتغيرات التنموية التي اكتسبتها وظيفة مركز للخدمات غير المتوافر في القرى من حولها بجانب الأهمية الإدارية.


تعليقات