مشروع خادم الحرمين الشريفين لمياه الشرب في حريملاء



تدشين مشروع خادم الحرمين الشريفين لمياه الشرب في حريملاء
افتتحه الأمير عبدالعزيز بن فهد
يوم الأربعاء
19/11/1423 الموافق 22/1/2003


افتتح صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء امس المرحلة الأولى لمشروع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز الخيري لتوفير مياه الشرب بمحافظة حريملاء. واكد سموه في كلمة القاها في الحفل الذي اقيم بهذه المناسبة على اهتمام خادم الحرمين الشريفين بالعمل الخيري في مختلف المجالات التي تخدم المواطنين. وقد كان في استقبال سموه لدى وصوله إلى مقر المشروع معالي وزير الزراعة المشرف العام على المشروع الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز ابن معمر ومحافظ حريملاء زيد بن محمد آل حسين ونائب المشرف العام على المشروع الجيولوجي عبدالرحمن القريشي. وبدأ الحفل الخطابي بآيات من القرآن الكريم ثم القى معالى الدكتور عبدالله بن معمر كلمة رحب فيها بسمو الأمير عبدالعزيز بن فهد وقال ان خادم الحرمين الشريفين اصدر توجيهاته فى العشر الاواخر من رمضان عام 1421هـ بتنفيذ مشروع الملك فهد الخيرى لتوفير مياه الشرب على نفقته الخاصة موضحا ان العمل في المشروع بدأ بعد شهرين من صدور توجيهات خادم الحرمين بمتابعة شخصية من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد باختيار ودراسة المواقع ذات الحاجة الملحة واعداد الشروط والمواصفات الفنية المطلوبة لحفر الابار الانبوبية واليدوية فى مختلف مناطق المملكة. وأفاد معاليه انه تم الانتهاء من حفر 120 بئرا بتكلفة اجمالية مقدارها 67 مليونا و 384 الفا و 960 ريالا موزعة على مناطق المملكة روعي في حفرها الوصول لأفضل نوعية مياه متوافرة بالمنطقة بغض النظر عن العمق والتكاليف المترتبة على ذلك وعلى المواصفات الخاصة بالتنفيذ.

وأضاف معاليه ان معظم هذه الابار تقع في موارد بادية هي في أمس الحاجة للمياه مما يتطلب إقامة خزانات مياه على بعضها حيث بلغ عدد الخزانات 54 وتم تركيب 78 وحدة ضخ تتناسب كل وحدة مع إنتاجية البئر . وأوضح معالى وزير الزراعة ان هذه المرحلة من المشروع اشتملت على بناء احواض شرب الماشية و اشياب لتعبئة الناقلات موضحا ان أعماق تلك الابار تتفاوت حسب مواقعها فآبار الدرع العربي ابار يدوية تتراوح اعماقها بين 20 الى 40 م والابار الانبوبية على الطبقات المائية الرئيسية ذات أعماق كبيرة حيث يبلغ عمقها 1518 م بطاقة إنتاجية تصل الى 900 جالون فى الدقيقة مما يساهم بمشيئة الله بعد استكمال انشاء محطة التنقية عليها سد العجز الحاصل من مياه الشرب لمحافظة حريملاء والمراكز التابعة لها . وتحدث معاليه في كلمته عن المرحلة الثانية من المشروع الخيرى فأبان انه يضم 38 بئرا بتكلفة اجمالية تبلغ 87 مليونا و925 الفا و 300 ريال تنفذ بمشيئة الله فور الانتهاء من المرحلة الأولى وتقع نصف تلك الابار في منطقة الربع الخالي المعروفة بصعوبة تضاريسها مما أدى الى ارتفاع تكاليفها.

ثم القى الدكتور ناصر بن عبدالعزيز المبارك كلمة الاهالى المستفيدين من المشروع رحب فيها بسمو الامير عبدالعزيز بن فهد والحضور وقال لقد من الله على هذه البلاد بأن سخر لها ولاة الامر الحريصين على توفير العيش الرغد لابناء هذا الوطن بدءا من موحد هذه البلاد المغفور له الملك عبدالعزيز وابنائه البررة الملك سعود وفيصل وخالد رحمهم الله حتى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله ـ الذى من ثمراته هذا المشروع الذى اصدر توجيهاته ـ حفظه الله ـ بتنفيذه على نفقته الخاصة. واشار الى ان هذا المشروع الخيرى لمحافظة حريملاء مكمل لعدد من المشاريع التنموية التى حظيت بها المحافظة فكان لها عظيم الاثر فى استقطاب العديد من المواطنين وانتقالهم اليها .وكرر فى ختام كلمته شكره لسموالامير عبدالعزيز ابن فهد بن عبدالعزيز على ما يجده ابناء هذا الوطن من اهتمام ورعاية كما شكر معالى الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن معمر المشرف العام على المشروع وكافة اعضاء الفريق الفنى. ثم القيت قصيدة شعرية بهذه المناسبة. بعد ذلك شاهد صاحب السمو الملكي الامير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز والحضور فيلما مختصرا عن ابار المشروع يحكى خط سير العمل فى حفر الابار وتركيب المضخات واختبارها وانشاء الخزانات كما يعرض بعض اللقاءات مع بعض الاهالى المستفيدين من المشروع . ثم القى صاحب السمو الملكى الامير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز الكلمة التالية: الحمد لله رب العالمين القائل فى محكم التنزيل (وجعلنا من الماء كل شيء حي) والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين .

أيها الاخوة الكرام..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد.. فان الماء أهم مقومات الحياة بل هو أصل وجود الكائنات الحية وعنصر البقاء بحياة الانسان والحيوان والنبات على حد سواء والارض بدون الماء موات قال عز وجل (والله انزل من السماء ماء فأحيا به الارض بعد موتها) وقال تعالى (وترى الارض هامدة فاذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج) ولقد ورد ذكر الماء فى كثير من الايات مقترنا بالحياة أما المناطق التى تندر فيها المياه وتشح الامطار فلم تكن مراكز حضارة أو أماكن تواجد مدنى خلال التاريخ البشرى ومعلوم للجميع أن المملكة العربية السعودية على وجه العموم وهذه المنطقة على وجه الخصوص تعانى شح الامطار وتخلو من المصادر الرئيسية للمياه من أنهار وبحيرات وكان اعتمادها بعد الله سبحانه على الامطار التى تأتى سنة وتنقطع سنوات وما معاناة الاجيال السابقة من شح المياه وانعدامها منا ببعيد فربما مرت السنون متتالية دونما مطر يذكر فيجف الضرع ويموت الزرع ويرحل الناس هربا من شظف العيش. ولقد كانت مشكلة توافر المياه عموما والمياه الصالحة للاستعمال الادمى خصوصا من أولويات واهتمامات هذه الدولة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ـ طيب الله ثراه ـ فقد سعت الدولة جهدها وبذلت فى سبيل ذلك الغالى والنفيس ووضعت الخطط الطموحة الكفيلة بتأمين المياه وايصالها وفقا للاساليب العصرية الى كافة المناطق الحضرية وفى أماكن تجمع البادية ومواردها فحفرت الابار العميقة وأقيمت السدود الضخمة وأخيرا أنشئت مشاريع تحلية المياه العملاقة على الخليج العربى والبحر الاحمر ثم تم ايصالها الى قلب الصحراء وقمم الجبال ومازالت الجهود متوالية والدراسات الجادة قائمة لتأمين عنصر الحياة للجميع وبكميات كافية. وكما تعلمون فان التطور الذى حصل فى المملكة خلال العقود الاخيرة وما صاحبه من تحسن فى مستوى المعيشة وتقدم فى أساليب الحياة نتج عنه تنوع فى استعمال المياه وزيادة فى استهلاكها مع الحرص على مواصفات معينة فى النوعية وحتى يمكن تحقيق مستوى حياة للفرد يجارى مستوى المعيشة فى البلاد المتقدمة زاد العبء وتضاعف الجهد ورغم كل الجهود مع كل المشاريع فان تحقيق الاهداف يحتاج الى المبادرات الذاتية والجهود الشخصية وتعاضدها وتعاونها مع الجهود العامة لسد الفجوة وتحقيق اشباع الاحتياجات الشخصية من الماء وهذا باب من الخير عظيم وأجره جزيل وهو من قبيل البر غير المنقطع والصدقة الجارية ذات الاجر المستمر ان شاء الله والانفاق فى هذا الصدد من أقرب القربات فهو يحيي النفوس والبلاد. أيها الاخوة.. من هذا المنطلق وكدأب مولاى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ورعاه ـ فى المبادرة لفعل الخيرات والسعى لسن السنن الحسنة اقتداء بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم (من سن سنة حسنة فله اجرها وأجر من عمل بها الى يوم القيامة) وادراكا منه لحاجة المواطنين فى مناطق شتى من هذه البلاد الكريمة فقد أصدر توجيهاته السامية ـ أيده الله ـ فى اقامة هذا المشروع الذى نفتتح اليوم باكورته ويغطى سائر المناطق المحتاجة فى المملكة وكان توجيهه الكريم بالانفاق على هذا المشروع الحيوى من ماله الخاص وليس هذا مجال تعداد عناصر المشروع أو ذكر مفرداته ولن يقف ان شاء الله على ماتم انشاؤه بل هو مشروع مستمر يعمل على مسايرة النمو البشرى ومواكبة الامتداد العمرانى وتلكم أهم أولويات مولاى خادم الحرمين الشريفين وتوجيهاته الكريمة دائما تؤكد على توفير ذلك فى الوقت المناسب والاسلوب المناسب دون تراخ وتسويف أو اهمال وتأخير وليس قصدنا ذكر المناقب أو السجايا وانما نذكر مانذكره لانه من قبيل التعاون على البر والتقوى ونشر الخير واشاعة الفضل واظهار السنة حتى تحتذى ويعمل على منوالها وامتثالا لقول المولى جل وعلا (ان تبدوا الصدقات فنعما هي) وقوله صلى الله عليه وسلم (وفى كل كبد رطبة أجر) ولان النعم متى ذكرت وأبرزت وشكر الخالق سبحانه عليها كان ذلك سببا للزيادة فالله عز وجل يقول (لئن شكرتم لازيدنكم). وبمشيئة الباري جل وعلا فان أعمال البر مستمرة وجهود الخير متتالية والبذل والعطاء فى مجال أوجه الخير لن ينقطع ان شاء الله والله اسأل أن يجزل لمولاى المثوبة ويعظم له الاجر ويجزيه خير الجزاء ويكتب ذلك فى ميزان حسناته وأن يديم على هذه البلاد نعمة الامن والرخاء ويسبغ على أهلها النعم ظاهرة وباطنة وأن يغيث قلوبنا بالايمان وبلادنا بالامطار ويحفظ مولاى وسمو سيدى ولي العهد وسمو سيدى النائب الثانى ويوفق الجميع لما فيه الخير. ولا يسعنى فى الختام الا أن أتوجه بالشكر أولا لله عز وجل أن يسر القيام بهذه الاعمال وأدعوه أن يعين على اتمامها ثم الشكر لسيدى صاحب السمو الملكى الامير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض على جهوده للارتقاء بهذه المنطقة فى جميع المجالات خاصة فى مجال المياه ثم لكل القائمين على هذا المشروع الخير لما بذلوه من جهد خاصة معالى أخى وزير الزراعة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن معمر وكذلك للاخ معالى وزير المياه الدكتور غازى القصيبى لاهتمامه بهذا المشروع وللجميع منى الشكر والتقدير والله أسال أن يجعل عملنا خالصا لوجهه وأن يوفقنا لما يحبه ويرضاه انه على كل شىء قدير. اثر ذلك تفضل سموه بضغط مفتاح التشغيل إيذانا بافتتاح المرحلة الأولى من المشروع قائلا: بسم الله وعلى بركة الله اللهم انفع به المسلمين. بعد ذلك شاهد سموه الماء وهو يخرج من البئر اثر ذلك قام سموه بجولة داخل المعرض الذي أقيم بهذه المناسبة حيث اطلع على عدد من لوحات تنفيذ المشروع واستمع الى شرح عن المشروع من المشرف على التنفيذ الجيولوجي عبدالرحمن بن فوزان القريشي بعدها غادر سموه مقر الحفل مودعا بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم. وحضر الحفل عدد من أصحاب السمو الامراء والمعالي الوزراء ورؤساء الدوائر الحكومية في محافظة حريملاء وأهالي المحافظة.


رابط الخبر


























 

تعليقات